في إطار مشروع مدعوم من طرف برنامج مشاركة اليونسكو في أنشطة الدول الأعضاء 2022-2023 وتحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم ينظّم مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي الذي تشرف على إدارته العامة الأستاذة سلوى عبد الخالق بدار المتوسط للثقافة والفنون بالمركز الثقافي الدولي بالحمّامات المنتدى الإقليمي الأول للريادة الثقافية والإبداعية وذلك من 4 الى 6 أكتوبر الجاري. وقد افتتحت أشغال هذا المنتدى الذي يشارك في أشغاله الفاعلون الثقافيون من ولايات نابل، زغوان وبنزرت أمس بتنظيم 4 ورشات عمل اهتمت الاولى بـ”الإطار العام للريادة والاستثمار في الثقافة” وأشرفت عليها الأستاذة راضية العمري وهي مديرة مكتب التخطيط والدراسات بوزارة الشؤون الثقافية واهتمت الورشة الثانية وتحت عنوان “تكنولوجيا الواقع الافتراضي والتجارب الغامرة للتنمية المحلية”وأشرف على تأطيرها الاستاذ علاء بن طراد وهو صاحب مؤسسة ناشئة اما الورشة الثالثة فكانت تحت عنوان “تأثيرات التحولات الرقمية على الهندسة الثقافية” ومن تأطير الاستاذ منجي المبروكي وهو أستاذ الاعلام والاتصال بجامعة منوبة في حين كان محور الورشة الرابعة “هياكل وآليات الريادة الثقافية” وكانت من تأطير الأستاذة سلوى عبد الخالق المديرة العامة لمركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي ثم كان اللقاء مع سهرة “العصف الذهني” واهتمت بالخارطة الثقافية وهي بامضاء الاستاذ محمد الطاهر العجرودي وهو باحث في السياسات الثقافية.
واليوم يكون الموعد مع ورشة عمل تطبيقية للريادة الثقافية عن طريق منهج التصميم الذهني والتي ستهتم بالتصميم الذهني المطبّق للفضاء المبتكر ومرافقة الريادة والابتكار وستكون من تأطير الاستاذة نجلاء عوينتي وهي أستاذة تعليم عالي ومكوّنة في مجال ريادة الأعمال ثم يتجدّد الموعد ليلا مع سهرة “العصف الذهني” وستهتم ببلورة المشاريع حسب الخصوصيات الجهوية وهي بامضاء الاستاذ محمد الطاهر العجرودي.
ويختتم المنتدى يوم 6 أكتوبر الجاري بجلسة رفع تقارير ومقترحات الخارطة الثقافية وبلورة المشاريع حسب الخصوصيات الجهوية وذلك بادارة الثنائي الاستاذين محمد الطاهر العجرودي وأحمد عماد بنعمارة.
جدير بالذكر ان مشروع المنتديات الاقليمية للريادة الثقافية ينفذ خلال الفترة من سبتمبر الى آواخر ديسمبر من السنة الحالية في 7 أقاليم تونسية ويسعى الى تعزيز قدرات الفاعلين الثقافيين في مجال الاحاطة ومرافقة المشاريع والمبادرات الثقافية عبر دورات تكوينية موجّهة لفائدة المتدخلين الثقافيين الجهويين بتشريك ممثلين عن دور الثقافة والمكتبات العمومية في مختلف الولايات لدعم قدراتهم في مجال الاحاطة وتطوير المشاريع الثقافية والفنية ويعمل هذا المشروع على بناء لامركزية ثقافية تحوّل الجهات الى أقطاب ثقافية عبر ابراز المخزون الثقافي المتميّز والفريد والطاقات الابداعية الخلاّقة بها قصد افساح المجال للتعبير عن خصوصياتها وامكانياتها الابداعية في اطار اللامركزية الثقافية.
ومن الاهداف الاستراتيجية لهذا المشروع ارساء منظومة تكوينية تهدف الى تطوير قدرات الفاعلين الثقافيين بالجهات عبر خلق خلايا مرجعية لمرافقة أصحاب المشاريع والمبادرات الثقافية الجهوية والمحلية كما يهدف الى ابراز الموروث الثقافي الخاص بكل جهة وتثمينه والنهل من منابع القوة فيه وجعل الثقافة عنصرا أساسيا من عناصر التنمية الجهوية ضمن مقاربة تشاركية تؤسس لثقافة منخرطة في النسيج الاجتماعي وتجعل من الفضاء العام فضاء للخلق عبر تهيئة الارضية اللازمة لاستقبال أصحاب المبادرات الثقافية الابداعية مع مزيد تشجيع الطاقات الابداعية بالجهات وفتح آفاق أرحب أمامهم وتعزيز قدرات الفاعلين المحليين في مجال الصناعات الثقافية الابداعية من خلال تنظيم حلقات عمل تدريبية ومنتديات اقليمية تهدف الى العمل على بناء لامركزية ثقافية تحوّل الجهات الى أقطاب ثقافية عبر ابراز المخزون الثقافي المتميّز والفريد والطاقات الابداعية الخلاّقة بها وتحرير مبادرات وتصوّر مبدعيها ومثقفيها ودمج الشأن الثقافي في واقعه الاجتماعي والتنموي عبر بناء منظومة يتفاعل ويتكامل في اطارها مختلف المتدخلين لتحويل الفضاء العام الى مجال للابداع يساهم الجميع دون استثناء في تأثيثه بالفعل الثقافي والابداعي مع ايجاد حيز أوسع للمبادرات الفردية والخاصة وتحفيز المبادرات الاستثمارية في المجال الثقافي والابداعي مع توجيه الاهتمام نحو الاستثمار في الصناعات الإبداعية لاعتبارها مجالا زاخرا وواعدا واستغلال الإمكانيات التي يتيحها القطاع للاستثمار في الصناعة الإبداعية من أجل رفع إمكاناته في بعث مواطن الشغل المباشرة وغير المباشرة بما يحقق الواقع الاقتصادي والتنموي المنشود كما يهدف هذا المشروع الى توعية الجهات المعنية بأهمية صون التراث الثقافي وحمايته من التهديدات والتحديات العالمية وذلك بالحفاظ على المواقع التاريخية والتراثية وتوثيق التراث الثقافي المهدّد وتعزيز الوعي الثقافي والتربية الثقافية وأهمية الاستثمار فيه واعتماده كمنطلق للأفكار الابداعية لأصحاب المبادرات وتحقيقا لجملة هذه الاهداف فان هذه المنتديات الاقليمية وحلقات العمل تهدف الى تعزيز الثقافة والاقتصاد الابداعي وذلك من خلال تركيز أرضية جهوية لحاضنة المشاريع الثقافية والفنية والنهوض بالفاعلين المحليين في المجال الثقافي الابداعي الرقمي وتطوير صناعات ثقافية مستدامة على المستوى المحلي.